الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
مقدمة
إن الحمد لله هو العبادة التي يجب أن يتعبد بها جميع الخلق، وهو من أعظم العبادات وأجلها، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأدلة الكثيرة التي تحث على الحمد لله تعالى، وتبين فضله وثوابه العظيم، ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على الحمد لله تعالى في جميع الأحوال والأوقات، ففي الحمد لله تعالى سعادة الدارين، وفيه صلاح القلب وسكون الروح، والحمد لله سبب في زيادة النعم وتفريج الهموم ورفع البلاء.
فضل الحمد لله تعالى
إن الحمد لله تعالى من العبادات التي لها فضل كبير وأجر عظيم عند الله، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، ومن فضائل الحمد لله تعالى ما يلي:
الحمد لله تعالى سبب لزيادة النعم: قال الله تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا حمد الله زادت نعمته عليه أضعافًا مضاعفة”.
الحمد لله سبب لرفع البلاء: قال الله تعالى: “وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يقول عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها”.
الحمد لله تعالى سبب لدخول الجنة: قال الله تعالى: “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة كتبت له عشر حسنات، وحطت عنه عشر سيئات، ورفعت له عشر درجات”.
طرق الحمد لله تعالى
إن الحمد لله تعالى ليس مقصورًا على قول معين، وإنما يمكن أن يحمد الله تعالى العبد بقلبه ولسانه وجميع جوارحه، ومن طرق الحمد لله تعالى ما يلي:
الحمد لله تعالى باللسان: وذلك بذكر ألفاظ الحمد والثناء على الله تعالى، مثل: “الحمد لله”، “سبحان الله”، “الحمد لله رب العالمين”، “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد”.
الحمد لله تعالى بالقلب: وذلك بتفكر القلب في عظمة الله تعالى وآلائه ونعمه، والإقرار بفضله وإحسانه، ومحبته سبحانه وتعالى.
الحمد لله تعالى بالجوارح: وذلك باستخدام الجوارح في طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معصيته، فمثلاً: الصلاة والحج والصيام والإنفاق في سبيل الله كلها من طرق الحمد لله تعالى بالجوارح.
الحمد لله تعالى مع نعم الدنيا
إن من أعظم أسباب السعادة في الدنيا أن يحمد العبد الله تعالى على نعمه، ففي الحمد لله تعالى على نعم الدنيا بركة وزيادة، ومن نعم الدنيا التي يجب أن يحمد الله عليها المسلم ما يلي:
نعمة الأمن والأمان: قال الله تعالى: “الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
نعمة المال والجاه: قال الله تعالى: “وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان يحسد عليهما كثير من الناس: نعمة العافية ونعمة القناعة”.
نعمة الأهل والأولاد: قال الله تعالى: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ”.
الحمد لله تعالى عند الشدائد
إن من أعظم ما يمتحن به العبد شدائد الدنيا، وقد يظن البعض أن الحمد لله تعالى في الشدائد أمر صعب، ولكن الحقيقة أن الحمد لله تعالى في الشدائد من أعظم العبادات وأجلها، وذلك لما في الحمد لله تعالى من أسباب لرفع البلاء وتفريج الهموم، ومن الشدائد التي يجب أن يحمد فيها المسلم الله تعالى ما يلي:
المرض: قال الله تعالى: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مرض يصيب المسلم إلا كفر الله به عنه خطاياه”.
الموت: قال الله تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم الموت نزل إليه ملكان يسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟”.
الفقر: قال الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
الحمد لله تعالى على كل حال
إن الحمد لله تعالى يجب أن يكون على كل حال، فالحمد لله تعالى عند السراء والضراء، وعند العافية والبلاء، وعند الفرج والشدة، وذلك لما في الحمد لله تعالى من أسباب لرفع البلاء وتفريج الهموم، ومن ثواب الدنيا والآخرة، ومن الحالات التي يجب أن يحمد فيها المسلم الله تعالى ما يلي:
الحمد لله تعالى عند الرخاء: قال الله تعالى: “فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا هَدَاكُمْ وَكَمَا عَلَّمَكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى العبد على عمل صالح فقال: الحمد لله الذي أعانني فتم لي، كتبت له عشر حسنات”.
الحمد لله تعالى عند الشدة: قال الله تعالى: “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم كلمة لو قالها أحدكم عند البلاء لذهب عنه ما به: اللهم لا إله إلا أنت العلي العظيم”.
الحمد لله تعالى عند الحزن: قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
خاتمة
إن الحمد لله تعالى عبادة عظيمة لها فضل كبير وأجر عظيم عند الله، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأدلة الكثيرة