اللهم عافنا

اللهم عافنا

مقدمة

“اللهم عافنا” هي دعاء نبوي, كان النبي صلى الله عليه وسلم يردده كثيرًا، وفي هذا الدعاء من الاجر والثواب العظيم، وهو دعاء واسع المعنى، شامل لجلب الخير ودفع الشر، وليس المقصود به صحة الجسد فقط، بل صحة القلب والعقل والبدن، وسلامة الدين والعرض والمال، ولذا كان من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما ورد عنه من فضله وأجره الكبير، ومن معاني هذا الدعاء المبارك:

1- العافية من الأمراض

نسأل الله العافية من كل الأمراض الجسدية, الظاهرة منها والباطنة، سواء كانت أمراضًا عضويةً، أو أمراضًا وراثيةً، أو أمراضًا نفسيةً، فالعافية منحة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، ونعمه لا تعد ولا تحصى، فكم من الأصحاء معافين من الأمراض، وكم من المرضى يتمنون أن يمن الله عليهم بالعافية، وبالرغم من التقدم العلمي الكبير، وتطور الطب، إلا أن الأمراض ما زالت منتشرة، ويبقى الأمل بالله سبحانه وتعالى في الشفاء والعافية، فلندع الله دائماً بالصحة والعافية، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

2- العافية من الفتن

الفتن هي ابتلاءات واختبارات يبتلينا الله بها، ليميز الخبيث من الطيب، فنسأل الله العافية والسلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومن أعظم الفتن وأشدها فتنة المال والجاه والسلطان، لأنها تدفع صاحبها إلى التكبر والظلم والطغيان، ونسأل الله العافية من فتنة الشهوات والمحرمات، وفتنة الدنيا وزينتها، وفتنة النفاق والرياء، وغيرها من الفتن التي لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

3- العافية من الذنوب والمعاصي

الذنوب والمعاصي هي أمراض القلوب، نسأل الله العافية والسلامة منها، فمتى ما وقع العبد في ذنب أو معصية، أصابه الهم والحزن والغم، ولم يذق طعم الراحة وطمأنينة القلب، فعلينا بالدعاء الدائم بالسلامة من الوقوع في الذنوب والمعاصي، ونسأل الله أن يصرف عنا السوء والمنكر، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، ويتوب علينا، إنه هو التواب الرحيم، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

4- العافية من الفقر والفاقة

نسأل الله العافية والسلامة من الفقر والفاقة، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عن سؤال غيره، وأن يرزقنا من حيث لا نحتسب، فكم من الأغنياء يعيشون في هم وضيق، وكم من الفقراء يعيشون في راحة وسعادة، والغنى والفقر نسبيان، فليس الغنى بكثرة العرض، وإنما الغنى غنى القلب والقناعة، فعلى العبد أن يرضى بما قسم الله له، وأن يدعو الله بالبركة في الرزق، وأن يكثر من الصدقة، فإنها تجلب الرزق وتدفع البلاء، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

5- العافية من الجهل والضلال

نسأل الله العافية والسلامة من الجهل والضلال، وأن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، فالجهل والضلال من أخطر الأمراض التي تصيب العبد، فعلى العبد أن يكثر من طلب العلم الشرعي، وأن يصحح عقيدته، وأن يتبع الحق، وأن يجتنب البدع والضلالات، وأن يدعو الله دائمًا بأن يرزقه حسن الفهم والفقه في الدين، وأن يثبته على الحق، وأن يهديه سواء السبيل، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

6- العافية من الحزن والغم

نسأل الله العافية والسلامة من الحزن والغم، وأن يفرج عنا كربنا، ويسهل أمورنا، وينفس همنا، فالحزن والغم من الأمراض التي تصيب القلب، وتؤثر على الجسد، فكم من الحزانى ماتوا بسبب شدة الحزن، وكم من المغتمين فقدوا عقولهم، فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يداوم على قراءة القرآن، وأن يتفكر في نعم الله تعالى، وأن يتوكل على الله، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

7- العافية من سوء الخاتمة

نسأل الله العافية والسلامة من سوء الخاتمة، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، والموت على الإيمان، فالموت حق، ولا يعلم أحد متى يحين أجله، فعلى العبد أن يستعد للموت قبل أن يفاجئه، فعليه بالإكثار من الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله تعالى، وأن يتوب من ذنوبه، وأن يكثر من الاستغفار، وأن يدعو الله دائمًا أن يرزقه حسن الخاتمة، ولنردد معًا: اللهم عافنا، اللهم عافنا، اللهم عافنا.

الخاتمة

“اللهم عافنا” دعاء عظيم، شامل لكل خير، وهو من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنسأل الله أن يعافينا في أبداننا، وأن يعافينا في ديننا، وأن يعافينا في دنيانا وآخرتنا، وأن يختم لنا بالخير، إنه هو السميع المجيب، وبالإجابة جدير.