السرداب ما لا يخطر على بال
حسبي الله ونعم الوكيل
مقدمة
تُعد عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” إحدى العبارات المأثورة السائدة في التراث الإسلامي، والتي يتلفظ بها المسلمون للتعبير عن توكلهم على الله تعالى واعتمادهم عليه في دفع الأذى والظلم.
معنى حسبي الله
تعني “حسبي الله” حسبني الله ويكفيني، أي أن الله وحده كافٍ لي لحمايتي ودفع الضرر عني، فهو حسبي الذي يفي باحتياجاتي ويقضي حوائجي.
يُستدل على معنى “حسبي الله” من قوله تعالى في سورة النور: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، أي كافيه.
كما ورد في الآية الكريمة في سورة الطلاق: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)، أي يجعل له فرجًا ومخرجًا من ضيقته.
معنى نعم الوكيل
وتعني “نعم الوكيل” نعم المتولي لأموري والقائم على حمايتي ورعايتي، فهو الوكيل الذي لا يضيع عنده حق ولا تُهمل لديه مصلحة.
يُستدل على معنى “نعم الوكيل” من قوله تعالى في سورة غافر: (فَوَكَّلْتُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)، أي أن الله تعالى هو الذي يتولى أمري ويحفظني من كل شر.
كما ورد في الآية الكريمة في سورة المؤمنون: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)، أي يحفظهم ويحوطهم بعنايته ورعايته.
أسباب قول حسبي الله ونعم الوكيل
تُقال عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” عند مواجهة ما يلي:
- عند التعرض للظلم أو الأذى
- عند الشعور بالعجز والضعف
- عند الخوف من المستقبل
- عند اليأس من تحقيق الأهداف
- عند الإصابة بالمرض أو مواجهة المصائب
فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل
ورد في فضل قول “حسبي الله ونعم الوكيل” الكثير من الأحاديث النبوية، منها:
- عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مَا أَهَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سَبْعَ مَرَّاتٍ: حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُفِيَ كَيْدَ الشَّيْطَانِ وَمَا هَمَّهُ”.
أمثلة على استخدام حسبي الله ونعم الوكيل
يمكن استخدام عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” في المواقف التالية:
- عند التعرض للظلم: “حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ظلمني”.
- عند الشعور بالعجز: “حسبي الله ونعم الوكيل، فهو الذي يعينني على الصبر والتحمل”.
- عند الخوف من المستقبل: “حسبي الله ونعم الوكيل، فهو الذي يضمن لي الرزق والتوفيق والسداد”.
- عند اليأس من تحقيق الأهداف: “حسبي الله ونعم الوكيل، فهو الذي بيده كل شيء”.
- عند الإصابة بالمرض: “حسبي الله ونعم الوكيل، فهو الذي يشافيني ويعافيني”.
الخاتمة
إن عبارة “حسبي الله ونعم الوكيل” تحمل في طياتها معاني عميقة من التوكل على الله تعالى والثقة في قدرته على دفع الضرر وحماية عباده من كل سوء، فهي عبارة تبعث على الطمأنينة والأمل وتزيد المؤمن إيمانًا ويقينًا بأن الله تعالى هو ربه وحسبه وكافيه.