هل لمس الكلب ينقض الوضوء
الوضوء هو تطهير بعض الأعضاء بالماء، وهو شرط لصحة الصلاة، ويمكن أن ينتقض الوضوء بأسباب كثيرة، مثل:
– خروج شيء من السبيلين، البول أو الغائط أو الريح.
– النوم غير المستغرق.
– فقدان أحد الأعضاء التي يجب غسلها في الوضوء.
– زوال العقل.
– لمس موضع نجاسة بباطن الكف.
– مس الفرج أو ما بين الدبر والخصيتين.
ومن الأمور التي قد يتساءل المرء عنها: هل لمس الكلب ينقض الوضوء؟
الرأي الأول: لمس الكلب ينقض الوضوء
يذهب هذا الرأي إلى أن لمس الكلب ينقض الوضوء، مستدلين بما يلي:
– أن الكلب من الحيوانات النجسة، ونجاسته مغلظة، أي أنه لا يطهر إلا بغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب.
– أن لمس الكلب بباطن الكف يتسبب في تنجيسها، وبالتالي ينتقض الوضوء، لأن الوضوء يتطلب غسل اليدين إلى المرفقين.
– أن هناك أحاديث نبوية وردت في هذا الشأن، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات، أولاهن بالتراب”.
الرأي الثاني: لمس الكلب لا ينقض الوضوء
ويذهب هذا الرأي إلى أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، مستدلين بما يلي:
– أن الكلب ليس نجساً بمجرد ملامسته، وإنما يتنجس إذا لعق الطعام أو الشراب أو ولغ فيه.
– أن لمس الكلب لا يتسبب في تنجيس اليدين، ما لم يلعق الكلب اليدين أو يتنجس الكلب ببول أو غائط ثم لامس اليدين.
– أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن ضعيفة أو محمولة على غير ظاهرها.
الترجيح بين الرأيين
الراجح أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، وذلك للأدلة التالية:
– أن الكلب ليس نجساً بمجرد ملامسته، وإنما يتنجس إذا لعق الطعام أو الشراب أو ولغ فيه.
– أن لمس الكلب لا يتسبب في تنجيس اليدين، ما لم يلعق الكلب اليدين أو يتنجس الكلب ببول أو غائط ثم لامس اليدين.
– أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن ضعيفة أو محمولة على غير ظاهرها.
أدلة على عدم نقض الوضوء بلمس الكلب
– أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمس الكلاب، ولم ينقل عنه أنه كان يتوضأ بعد ذلك.
– أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمسون الكلاب، ولم ينقل عنهم أنهم كانوا يتوضأون بعد ذلك.
– أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة، ومنهم من قال بأن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، ومنهم من قال بأنه ينقض الوضوء، والراجح هو القول الأول.
شروط عدم نقض الوضوء بلمس الكلب
– ألا يلعق الكلب اليدين.
– ألا يتنجس الكلب ببول أو غائط ثم يلامس اليدين.
– ألا تكون اليدين مبلولتين عند لمس الكلب.
حكم تطهير آثار الكلب
إذا تنجس شيء ببول أو غائط الكلب، فيجب تطهيره بغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب.
وإذا لُعق الكلب طعاماً أو شراباً، فإنه يصبح نجساً، ويجب غسله سبع مرات، إحداهن بالتراب.
الفرق بين نجاسة الكلب ونجاسة الخنزير
– نجاسة الكلب مغلظة، أي أنه لا يطهر إلا بغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب.
– نجاسة الخنزير مخففة، أي أنه يطهر بغسله مرة واحدة.
الخلاصة
الراجح أن لمس الكلب لا ينقض الوضوء، وذلك للأدلة التالية:
– أن الكلب ليس نجساً بمجرد ملامسته، وإنما يتنجس إذا لعق الطعام أو الشراب أو ولغ فيه.
– أن لمس الكلب لا يتسبب في تنجيس اليدين، ما لم يلعق الكلب اليدين أو يتنجس الكلب ببول أو غائط ثم لامس اليدين.
– أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن ضعيفة أو محمولة على غير ظاهرها.