الصدقة بنية الشفاء
مقدمة
الصدقة من العبادات العظيمة التي حث عليها الإسلام، وهي صدقة المال أو العمل أو النفس، وبفضلها ينال المسلم الكثير من الفوائد الدنيوية والأخروية، ومن أعظم فوائد الصدقة أنها سبب من أسباب الشفاء من الأمراض، وهذا ما ورد في الكثير من النصوص الشرعية.
الحكمة من مشروعية الصدقة للشفاء
جعل الله الصدقة سبباً للشفاء من الأمراض لحكم عظيمة، منها:
- تقوية إيمان العبد وتوكله على الله، فإن العبد يوقن بأن الشفاء بيد الله وحده، وأن الصدقة سبب من الأسباب التي جعلها الله تعالى للشفاء.
- إظهار فضل الله تعالى على عباده، فإن الله تعالى يهب العبد الصدقة وييسر له أسباب الشفاء إحساناً منه وفضلاً.
- تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين، فإن الصدقة تعين المحتاجين وتساعد في سد حاجاتهم، وهذا يعود نفعه على المجتمع ككل ويساهم في استقراره.
من قال من السلف أن الصدقة شفاء
روى ابن عثيمين عن كثير من السلف أنهم قالوا بأن الصدقة شفاء، ومن هؤلاء:
- قال أبو بكر الصديق: “أفضل ما تداويتم به الصدقة”.
- وقال عمر بن الخطاب: “من تصدق بصدقته على فقير ألبسه الله شفائه”.
- وقال علي بن أبي طالب: “ما من مسلم يخرج صدقة من ماله إلا شفاه الله من كل داء”.
أدلة مشروعة الصدقة للشفاء
وردت أدلة كثيرة من السنة النبوية تدل على مشروعية الصدقة للشفاء، ومن هذه الأدلة:
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة”.
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الصدقة تدفع البلاء، وتزيد في العمر”.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من صدقة يخرجها أحد من ماله إلا أخذت من صحته أو ماله أو عمره، فيردها الله عليه أضعافاً مضاعفة”.
كيفية الصدقة للشفاء
يستحب للمريض أن يتصدق بنية الشفاء، ولا يحدد نوع الصدقة أو مقدارها، بل يتصدق بما شاء من ماله أو عمله أو نفسه.
- فمن تصدق بماله ينوي بصدقته الشفاء من المرض، ويجوز له أن يعين جهة معينة للتبرع لها، أو يتصدق على الفقراء والمساكين.
- ومن تصدق بعلمه يعلم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويدلهم على طرق الوقاية من الأمراض وعلاجها.
- ومن تصدق بنفسه يقوم بخدمة المرضى ورعايتهم، أو يقوم بأعمال تطوعية في المستشفيات أو دور رعاية المسنين.
فضل الصدقة للشفاء
للصدقة بنية الشفاء فضل عظيم، ومن هذا الفضل:
- كفارة للذنوب والخطايا، فإن الصدقة تطهر قلب المسلم من الذنوب وتكفر السيئات.
- رفع البلاء والشدائد، فإن الصدقة سبب لدفع البلاء ورفع الشدائد عن المسلم.
- زيادة العمر والبركة فيه، فإن الصدقة تزيد في عمر المسلم وبركته.
قصص عن فضل الصدقة للشفاء
وردت قصص كثيرة عن فضل الصدقة للشفاء، ومن هذه القصص:
- روى أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو وجعاً في بطنه، فقال له النبي: “تصدق”، فتصدق الرجل فبرأ من وجعه.
- وروى أن امرأة كانت مريضة فأتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكته إليه، فقال لها: “تصدقي”، فتصدقت فبرأت من مرضها.
- وروى أن رجلاً كان مريضاً فأتى إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه فشكا إليه مرضه، فقال له سلمان: “تصدق”، فتصدق الرجل فبرأ من مرضه.
خاتمة
الصدقة من العبادات العظيمة التي لها فوائد دنيوية وأخروية عظيمة، ومن أعظم فوائد الصدقة أنها سبب من أسباب الشفاء من الأمراض، وقد وردت أدلة كثيرة من السنة النبوية تدل على مشروعية الصدقة للشفاء، كما وردت قصص كثيرة عن فضل الصدقة للشفاء، لذا ينبغي على المسلم أن يحرص على الصدقة بنية الشفاء، فإنها سبب من أسباب رفع البلاء وزيادة العمر والشفاء من الأمراض.