اللهم أحفظنا بحفظك وأنت خير الحافظين
إن الحفظ من الله تعالى نعمة عظيمة يستحق العبد معها أن يتضرع إلى الله بالدعاء لحفظه ورعايته، وأن يجعله تحت عنايته ورحمته، ويحميه من كل سوء ومكروه، والله خير الحافظين، وأوثق من توكل عليه، وأصدق من لجأ إليه، وبه وحده يلجأ المسلم كلما أحس بخطر يتهدده، أو خاف من أمر يؤذيه ويضره، أو شعر بضعف وقلة حيلة تجاه ما يحيط به من مصاعب ومشاق الحياة.
فضائل الله تعالى في الحفظ
ولله تعالى من الفضائل في الحفظ ما يجعله خير الحافظين:
- العلم المحيط بكل شيء: يعلم الله تعالى كل شيء في الكون، فهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة، وعلى ما كان وما يكون وما سيكون، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليس شيء عنده مجهول أو مخفي.
- القدرة المطلقة: يقدر الله تعالى على كل شيء، فهو القادر على أن يحفظ خلقه من كل سوء، وأن ينصرهم على أعدائهم، وأن يحق الحق ويبطل الباطل، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- الرحمة الواسعة: يرحم الله تعالى عباده، ويرفق بهم، ويحفظهم من كل مكروه، وييسر لهم أمورهم، ويلهمهم رشدهم ويوفقهم إلى الصراط المستقيم.
مظاهر حفظ الله تعالى لعباده
ولله تعالى مظاهر عديدة لحفظ عباده، منها:
- حفظ الأرواح من كل سوء: يحفظ الله تعالى الأرواح من كل سوء، ويقبضها إذا حان أجلها، ولا يمكن لأي مخلوق أن يقبض روح أحد حتى يأذن الله له بذلك.
- حفظ الأبدان من الأمراض والأسقام: يحفظ الله تعالى الأبدان من الأمراض والأسقام، ويصرف عنها كل بلاء، ويقيها من كل شر، ويمن عليها بالصحة والعافية، ويرد إليها العافية إذا مرضت.
- حفظ الأموال والأولاد: يحفظ الله تعالى الأموال والأولاد، ويبارك فيها وينميها، ويحفظها من كل سوء، ويجعل فيها البركة والخير والرزق.
أسباب حفظ الله تعالى لعباده
ومن أسباب حفظ الله تعالى لعباده:
- الإيمان بالله تعالى: فالإيمان بالله تعالى هو أساس الحفظ، وهو سبب من أسباب نيل محبة الله تعالى، ومن أحبه الله حفظه ورعاه.
- تقوى الله تعالى: فتقوى الله تعالى هي سبب من أسباب نيل حفظ الله تعالى، فمن اتقى الله تعالى حفظه الله تعالى من كل شر، ووقاه من كل مكروه.
- الدعاء إلى الله تعالى: فالدعاء إلى الله تعالى هو سبب من أسباب نيل حفظ الله تعالى، فمن دعا الله تعالى مخلصًا حفظ الله تعالى له.
فضل الدعاء بحفظ الله تعالى
وللدعاء بحفظ الله تعالى فضل كبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح: اللهم أحفظني بحفظك وأنت خير الحافظين، حفظ من كل سوء.” وقال أيضا: “من قال حين يمسي: اللهم احفظني بحفظك، وأنت خير الحافظين، وكلني إلى حفظك، وأنت خير الحافظين، حفظ الله له نفسه وماله وأولاده وأهله.” وقد ورد عن بعض السلف الصالح أنه كان يدعو بهذا الدعاء كل يوم، فحفظ الله له أهله وماله وأولاده.
آداب الدعاء بحفظ الله تعالى
وللدعاء بحفظ الله تعالى آداب، منها:
- الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء لله تعالى وحده، لا يشرك معه أحدًا، وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم.
- اليقين بالإجابة: أن يكون لدى الداعي يقين بأن الله تعالى سيجيب دعاءه، وأن الله تعالى خير الحافظين.
- حسن الظن بالله تعالى: أن يكون لدى الداعي حسن الظن بالله تعالى، وأن يثق بأن الله تعالى لن يخذله أو يتركه وحيدًا.
خاتمة
إن حفظ الله تعالى هو من أعظم النعم التي ينعم بها على عباده، وهو سبب من أسباب الأمن والسلام والاستقرار في الحياة، فنسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يستحقون حفظه ورعايته، وأن يجنبنا كل سوء ومكروه، وأن يرزقنا الأمن والأمان والسلامة في الدنيا والآخرة.