بحر العزيزية
مقدمة
بحر العزيزية هو خليج كبير يقع في شمال شرق البحر الأبيض المتوسط، ويُشكل جزءًا من المياه الإقليمية للجمهورية العربية المصرية. يتميز البحر بموقعه الاستراتيجي بالقرب من قناة السويس، أحد أهم الممرات المائية في العالم. كما أنه موطن لمجموعة متنوعة من الحياة البحرية، مما يجعله وجهة شهيرة للغواصين والباحثين عن المغامرة.
الموقع الجغرافي
يقع بحر العزيزية في شمال شرق سيناء، بين شبه جزيرة سيناء وشبه جزيرة القرم. يبلغ طوله حوالي 150 كيلومترًا وعرضه 50 كيلومترًا، ويغطي مساحة إجمالية تبلغ حوالي 7500 كيلومتر مربع. يحد البحر من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق قطاع غزة وإسرائيل، ومن الجنوب مدينة العريش، ومن الغرب قناة السويس.
التاريخ
يعود تاريخ بحر العزيزية إلى العصور القديمة. فقد كان معروفًا لدى المصريين القدماء كخليج هيروبوليتوس، وكان يستخدم كميناء تجاري. كما كان مسرحًا لعدة معارك بحرية مهمة، بما في ذلك معركة غزة البحرية عام 634 م. وفي العصور الوسطى، أصبح البحر جزءًا من الدولة الفاطمية، ثم المملوكية، ثم العثمانية. وقد سمي بحر العزيزية نسبة إلى الخليفة الفاطمي العزيز بالله.
الموقع الاستراتيجي
يتميز بحر العزيزية بموقعه الاستراتيجي بالقرب من قناة السويس. يوفر البحر منفذًا بحريًا آمنًا لسفن مصر إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. كما أنه يوفر قاعدة عسكرية مهمة، حيث تستضيف مصر قاعدة بحرية كبرى على شواطئ البحر.
الحياة البحرية
يعد بحر العزيزية موطنًا لمجموعة متنوعة من الحياة البحرية. تشمل الأسماك الموجودة في البحر البوري، والدنيس، والهامور، والقد، والروبيان. كما يوجد في البحر عدد كبير من الطيور البحرية، مثل النوارس، والبجع، والطائر البحري. وتشتهر الشعاب المرجانية في بحر العزيزية بتنوعها وجمالها، مما يجعلها وجهة شهيرة للغواصين.
النشاط الاقتصادي
يعد بحر العزيزية مصدرًا مهمًا للنشاط الاقتصادي لمصر. يتم استخدام البحر للصيد التجاري، حيث توفر مصايده كميات كبيرة من الأسماك والروبيان. كما يتم استخراج الغاز الطبيعي من حقول بحرية يقع العديد منها في بحر العزيزية. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم البحر كطريق بحري رئيسي لنقل البضائع بين مصر والدول المجاورة.
التهديدات البيئية
واجه بحر العزيزية في السنوات الأخيرة العديد من التهديدات البيئية. تشمل هذه التهديدات التلوث الناتج عن أنشطة الصرف الصحي والصناعية، واستخراج النفط والغاز، والإفراط في الصيد. كما أدى التغير المناخي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وتغير درجة حرارة المياه، مما أثر على الحياة البحرية والشعاب المرجانية.
الجهود المبذولة لحماية البحر
تدرك الحكومة المصرية أهمية بحر العزيزية للبيئة والاقتصاد المصري. وفي السنوات الأخيرة، بذلت الحكومة جهودًا لحماية البحر من التهديدات البيئية. تشمل هذه الجهود وضع لوائح stricter بشأن التلوث، وإنشاء محميات بحرية، وزيادة الرقابة على أنشطة الصيد. كما عملت الحكومة مع الدول المجاورة على منع التلوث العابر للحدود.
الخاتمة
بحر العزيزية هو ثروة وطنية هامة لمصر. موقعه الاستراتيجي، وغنى الحياة البحرية، وإمكاناته الاقتصادية تجعله أحد أهم الموارد الطبيعية للبلاد. وتبذل الحكومة المصرية جهودًا كبيرة لحماية البحر من التهديدات البيئية، وضمان استدامته للأجيال القادمة.