تركية العجم
هي مجموعة لهجات مُشتقة من اللغة التركية ويتحدث بها الأتراك العثمانيون في بلاد العجم (إيران والعراق وأذربيجان وشرق الأناضول).
التاريخ
بدأت اللغة التركية العثمانية في التأثير على لغة بلاط سلاجقة الروم في القرن الحادي عشر الميلادي. ومع توسع الإمبراطورية العثمانية شرقاً، أصبحت التركية العثمانية لغة الإدارة والحكم في بلاد العجم.
تحت تأثير الفارسية، تطورت التركية العثمانية المحكية في بلاد العجم إلى مجموعة من اللهجات المميزة، والتي عرفت باسم التركية العجم.
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، استمرت التركية العجم كلغة أقلية في البلدان التي كانت تشكلها الإمبراطورية.
الانتشار الجغرافي
تنتشر التركية العجم في مناطق واسعة من إيران والعراق وأذربيجان وشرق الأناضول. ويمكن تقسيم هذه المناطق إلى ثلاث مناطق رئيسية:
- تركية العجم الإيرانية: يتحدث بها الأتراك العثمانيون في إيران، وخاصة في محافظات أذربيجان الشرقية والغربية وأردبيل وزنجان.
- تركية العجم العراقية: يتحدث بها الأتراك العثمانيون في العراق، وخاصة في محافظات كركوك والموصل والسليمانية.
- تركية العجم الأذربيجانية: يتحدث بها الأتراك العثمانيون في أذربيجان، وخاصة في العاصمة باكو والمناطق المحيطة بها.
الخصائص اللغوية
تتميز التركية العجم بالعديد من الخصائص اللغوية التي تميزها عن التركية العثمانية القياسية:
- المفردات: تحتوي التركية العجم على عدد كبير من الكلمات الفارسية والعربية التي دخلت اللغة خلال فترة التأثير العثماني.
- النطق: يختلف نطق بعض الأصوات في التركية العجم عن نطقها في التركية العثمانية القياسية، مثل نطق حرف “ق” مثل “g” في الإنجليزية.
- القواعد: حدثت بعض التغييرات في قواعد التركية العجم عن التركية العثمانية القياسية، مثل استخدام صيغة الماضي المضارع بدلاً من الماضي البسيط في بعض الحالات.
التأثير الثقافي
لطالما كانت التركية العجم لغة مهمة في الثقافة والتاريخ في بلاد العجم. فقد استخدمت في الأدب والشعر والمسرح، ولا تزال تُستخدم في وسائل الإعلام والتعليم في المناطق التي يتم التحدث بها.
كما كان للغة التركية العجم تأثير أيضًا على اللغات الأخرى في المنطقة، مثل الفارسية والأردية. وقد دخلت العديد من الكلمات التركية العجمية إلى هذه اللغات وأصبحت جزءًا من مفرداتها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد لعبت التركية العجم دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية للأتراك العثمانيين في بلاد العجم، حيث ساعدت على الحفاظ على روابطهم مع وطنهم الأصلي.
الموقف الحالي
يواجه متحدثو التركية العجم اليوم عددًا من التحديات، بما في ذلك الضغط من اللغات الرسمية في البلدان التي يعيشون فيها وتأثير وسائل الإعلام العالمية.
ومع ذلك، هناك أيضًا جهود متزايدة للحفاظ على التركية العجم وتعزيزها. وتوجد منظمات مختلفة تعمل على تدريس اللغة ونشر المواد بها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شعبية وسائل التواصل الاجتماعي قد ساعدت في ربط متحدثي التركية العجم في جميع أنحاء العالم وسمحت لهم بمشاركة ثقافتهم ولغتهم.