حملة القرشي
كانت حملة القرشي غزوة قام بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة للهجرة، في شهر رمضان المبارك، وتُعرف أيضًا باسم غزوة بدر الثانية أو غزوة العشيرة.
أسباب الحملة
اندلعت حملة القرشي بسبب نكث قبيلة قريش لهدنة الحديبية، حيث أغارت على قبيلة خزاعة، وهي قبيلة حليفة للرسول صلى الله عليه وسلم، فقتلوا منهم ثلاثين رجلاً. كما تحالفوا مع قبيلة غطفان ضد المسلمين.
استعدادات المسلمين
أعد الرسول صلى الله عليه وسلم جيشًا قوامه عشرة آلاف مقاتل، وخرج من المدينة المنورة في الخامس عشر من شهر رمضان، واستخلف على المدينة عمه العباس بن عبد المطلب.
مسير الجيش المسلم
سار الجيش المسلم حتى وصل إلى بدر، وهي منطقة تقع بين مكة والمدينة المنورة، ونزلوا بها في العشرين من رمضان. وكان المسلمون قد استاقوا معهم من المدينة مواشي كثيرة، فرموها في مكان يعرف بـ “بئر معونة”.
استعدادات قريش
علمت قريش بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعدت جيشًا كبيرًا قوامه أربعة آلاف مقاتل، بقيادة أبي سفيان بن حرب، وخرجوا من مكة حتى نزلوا بذات الرقاع، وهي تبعد عن بدر بنحو ثمانية كيلومترات.
المعركة
دارت المعركة في الثالث والعشرين من رمضان، واشتد القتال بين الفريقين، واستشهد من المسلمين ستة من الصحابة، بينما قُتل من المشركين سبعون رجلاً، وأُسر سبعون آخرون. وانتهت المعركة بانتصار المسلمين ونصر مؤزر.
أسرى المعركة
أسر المسلمون في حملة القرشي عددًا كبيرًا من المشركين، بلغ عددهم سبعين أسيرًا. وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإعدام بعض رؤساء المشركين، الذين شاركوا في نكث هدنة الحديبية، مثل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط، أما من كان فتيًا أو فقيرًا فقد أطلق سراحه.
نتائج الحملة
كان لحملة القرشي نتائج مهمة، أهمها:
- إعادة تأكيد قوة المسلمين وانتصارهم.
- إحباط مخططات قريش وحلفائها لمحاربة المسلمين.
- إضعاف قوة قريش اقتصاديًا وعسكريًا.
الخاتمة
كانت حملة القرشي من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، فقد أثبتت قوة المسلمين وحزمهم في مواجهة أعدائهم. كما كان لها أثر كبير في إضعاف قريش وحلفائها، وتمهيد الطريق لفتح مكة فيما بعد.