عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ
وُلد عبد المحسن بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في الرياض عام 1345هـ، الموافق 1926م. ونشأ في أسرة علمية معروفة، حيث كان والده الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ مفتياً للمملكة العربية السعودية، وكان جده الشيخ عبد الرحمن بن حسن من كبار علماء نجد.
حياته العلمية
تلقى عبد المحسن آل الشيخ تعليمه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ثم في معهد العاصمة العلمي بالرياض، حيث تخرج منه عام 1367هـ، الموافق 1948م. ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج منها بدرجة الليسانس عام 1374هـ، الموافق 1955م.
عمل عبد المحسن آل الشيخ مدرساً في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1375هـ، الموافق 1956م. ثم عُين عضواً في هيئة كبار العلماء عام 1382هـ، الموافق 1962م. ثم رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء عام 1395هـ، الموافق 1975م.
مناصبه الرسمية
تولى عبد المحسن آل الشيخ عدداً من المناصب الرسمية، منها:
رئيس المجلس الأعلى للقضاء
تولى عبد المحسن آل الشيخ رئاسة المجلس الأعلى للقضاء من عام 1395هـ حتى عام 1413هـ، الموافق 1975م حتى 1993م. وخلال فترة رئاسته، عمل على تطوير القضاء السعودي، وإرساء أسس العدالة والنزاهة.
وزير العدل
شغل عبد المحسن آل الشيخ منصب وزير العدل من عام 1413هـ حتى عام 1422هـ، الموافق 1993م حتى 2001م. وخلال فترة ولايته، قام بتحديث وزارة العدل، وإدخال نظام الحاسب الآلي في العمل القضائي.
مؤلفاته
ألّف عبد المحسن آل الشيخ عدداً من الكتب في الفقه والقضاء، منها:
الموسوعة الفقهية
وهي موسوعة فقهية شاملة، تتكون من 40 مجلداً، تناول فيها مختلف أبواب الفقه الإسلامي، وفق المذهب الحنبلي.
نظام القضاء في الإسلام
وهو كتاب يبحث في نظام القضاء في الإسلام، من حيث مصادره وأحكامه وإجراءاته، وهو من أهم المراجع في هذا المجال.
أفكاره وآراؤه
كان عبد المحسن آل الشيخ من دعاة الوسطية والاعتدال، وكان يرى أن الإسلام دين مرن يناسب كل زمان ومكان. وكان يدعو إلى الحوار وتقبل الآخر، ويرفض التطرف والغلو.
عارض عبد المحسن آل الشيخ الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ورأى أنه ظاهرة دخيلة على الإسلام، وأنها لا تمت له بصلة. كما دعا إلى ضرورة نبذ العنف والكراهية، والعمل على نشر المحبة والسلام.
جوائز وتكريمات
حصل عبد المحسن آل الشيخ على العديد من الجوائز والتكريمات، منها:
جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام
حصل على هذه الجائزة عام 1416هـ، الموافق 1996م، تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام ونشر تعاليمه.
وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى
حصل على هذا الوسام عام 1432هـ، الموافق 2011م، تقديراً لخدماته الجليلة في مجال القضاء والعلوم الشرعية.
وفاته
توفي عبد المحسن بن عبد اللطيف آل الشيخ في الرياض يوم الجمعة 1435/9/27، الموافق 2014/8/1، عن عمر ناهز 88 عاماً، وصُلي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ودُفن في مقبرة العدل.
كان عبد المحسن آل الشيخ من أبرز علماء المملكة العربية السعودية في القرن العشرين، وترك إرثاً علمياً كبيراً، كما كان له دور بارز في تطوير القضاء السعودي وإرساء أسس العدالة والنزاهة.