مسجد ذو القبلتين
يعد مسجد ذو القبلتين أحد أشهر المساجد التاريخية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، يتميز هذا المسجد بمحرابين مختلفين، مما يجعله يحمل اسم “ذو القبلتين”.
محتوى المقال
تاريخ مسجد ذو القبلتين
بني مسجد ذو القبلتين في العام الثاني للهجرة النبوية، وهو العام الذي أمر الله فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من القدس إلى مكة المكرمة. كان المسجد في الأصل مكانًا للصلاة يسمى “مسجد بني سلمة”، ولكن بعد نزول آية تحويل القبلة، أضاف الرسول صلى الله عليه وسلم محرابًا آخر باتجاه مكة المكرمة.
ووفقًا للتاريخ الإسلامي، كان المسجد يقع في شمال المدينة المنورة، خارج حدودها آنذاك، وقد كان بمثابة مكان لتجمع المسلمين من قبيلة سلمة القحطانية.
سبب تسميته بمسجد ذي القبلتين
يعود سبب تسمية المسجد بـ”ذي القبلتين” إلى وجود محرابين مختلفين فيه، الأول باتجاه القدس، والثاني باتجاه مكة المكرمة. كان المحراب الأول هو القبلة الأصلية للمسلمين قبل نزول آية تحويل القبلة، بينما أصبح المحراب الثاني هو القبلة الدائمة بعد ذلك.
أهمية مسجد ذي القبلتين
يعتبر مسجد ذو القبلتين أحد أهم المعالم التاريخية الإسلامية، لما له من أهمية دينية وتاريخية كبيرة، فقد كان شاهداً على حدث تحويل القبلة، الذي يعد نقطة تحول في تاريخ الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك، يتوافد المسلمون من جميع أنحاء العالم لزيارة المسجد، الذي يمثل رمزًا للوحدة الإسلامية وتاريخها الغني.
وصف مسجد ذي القبلتين
يقع مسجد ذو القبلتين اليوم في حي العنابسية في المدينة المنورة، وقد تم ترميمه عدة مرات على مر التاريخ، ويضم المسجد حاليًا قاعة صلاة واسعة وساحة خارجية.
تتميز قاعة الصلاة بمحرابين متقابلين، أحدهما باتجاه القدس والآخر باتجاه مكة المكرمة، والمحراب باتجاه القدس لا يزال موجودًا في مكانه الأصلي، بينما تم تجديد المحراب باتجاه مكة المكرمة عدة مرات.
زيارة مسجد ذي القبلتين
يفتح مسجد ذو القبلتين للزوار يوميًا، وهو مفتوح للصلاة وللزيارات السياحية، ويقدم المسجد جولات إرشادية باللغات العربية والإنجليزية. يوصى بزيارة المسجد خلال ساعات الصلاة لمشاهدة المسلمين وهم يصلون في محرابين مختلفين.
الأحاديث النبوية عن مسجد ذي القبلتين
ورد ذكر مسجد ذي القبلتين في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها:
- عن أنس بن مالك قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجد بني سلمة إلى بيت المقدس، حتى نزلت: “قد نرى تقلب وجهك في السماء”، فأمر المسجد فحول قبلته إلى الكعبة” (رواه البخاري ومسلم).
- وعن أبي ذر الغفاري قال: “صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة، فصلى إلى بيت المقدس ركعتين، ثم وجه الصلاة نحو الكعبة” (رواه البخاري ومسلم).
- وعن سهل بن سعد قال: “صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة، فجاءه رجل فقال: إن قريشًا قد أسلمت، فرفع رأسه ولم يقم، ثم قال: “الحمد لله الذي هداها” (رواه البخاري ومسلم).
ما بعد تحويل القبلة
بعد تحويل القبلة إلى مكة المكرمة، أصبح مسجد ذو القبلتين مكانًا هامًا للمسلمين، حيث كانوا يتجمعون للصلاة والتلاوة والاستماع إلى الخطابات.
وخلال العصر العباسي، تم توسيع المسجد وتجديده، وتم بناء منارة بالقرب منه، لكن المسجد تعرض لأضرار كبيرة خلال فترة العصر المملوكي، وتم تجديده لاحقًا في العصر العثماني.
اليوم، يظل مسجد ذو القبلتين معلمًا تاريخيًا ودينيًا مهمًا، ويزوره الآلاف من المسلمين سنويًا، وهو بمثابة تذكير دائم بالرحلة الروحية التي قام بها المسلمون الأوائل.