الشرك الأكبر

يُعرف الشرك الأكبر بأنّه الإشراك بالله تعالى في عبادته، وذلك بأن يُعبد معه غيره تعالى، أو يُطلب منه ما لا يطلب إلّا من الله، ومن أشرك بالله فقد كفر وأبطل عمله، وأُحبط عمله، ودخل في وعيد الله تعالى، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَمَلُهُمْ وَلَكَانُوا مِنَ الْخَاسِرِينَ (الأنعام: 88)؛ ولهذا فإنّ معرفة الشرك الأكبر من أهمّ الأمور التي يجب على المسلم معرفتها؛ وذلك حتّى يُجنّبه الله تعالى الوقوع فيه.
أسباب تحريم الشرك الأكبر
للشرك الأكبر أسباب كثيرة تدعو إلى تحريمه، منها ما يلي:
تعدٍّ على حقّ الله تعالى:
يعتبر الشرك الأكبر تعدّياً على حق الله وحده، فهو وحده المستحق للعبادة، والمستحقّ للتوسل به وحده، فعبادة غيره تعالى تعدٍّ على هذا الحقّ المحض له وحده.


ظلم للنفس:
يعدّ الشرك ظلماً كبيراً للنفس، وذلك أنّه يجعلها تُعبد من لا ينفعها ولا يضرّها، ولا يملك لها شيئاً، بل يستجلب لها الغضب والاستحقاق للعذاب.
إبطال عمل المسلم:
يُبطل الشرك الأكبر عمل المسلم، مهما كثرت عباداته، وذلك بأنّه يُحبطها ويجعلها غير مقبولة عند الله تعالى، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَمَلُهُمْ وَلَكَانُوا مِنَ الْخَاسِرِينَ (الأنعام: 88).
أنواع الشرك الأكبر
ينقسم الشرك الأكبر إلى نوعين أساسيين، وهما:
الشرك الجليّ:
وهو الذي يكون ظاهراً وواضحاً، كالذي يعبد الأصنام والتماثيل، أو يدعو غير الله تعالى، أو يذبح لغيره، أو يتقرّب إلى غيره بالقربات.
الشرك الخفيّ:
وهو الذي يكون خفياً ودقيقاً، قد لا ينتبه إليه كثير من الناس، وذلك كالرياء في العبادات، وحبّ المدح والثناء من الناس على العبادة، والغرور بعبادة الله تعالى، والأمن من مكر الله تعالى، وغير ذلك.
أخطار الشرك الأكبر
للشرك الأكبر أخطار عظيمة تترتب على الإتيان به، منها ما يلي:
الكفر بالله تعالى:
يعتبر الشرك الأكبر كفراً بالله تعالى، وإخراجاً من الملّة، وذلك لأنّه يجعل العبد يُعبد غير الله، ويُتقرّب إليه بعبادة ما سواه تعالى، وهذا إخراج من عبادة الله تعالى.
الحبوط في العمل:
يُحبط الشرك الأكبر عمل المسلم، ويُبطل أجره، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الرجل إذا أشرك بالله حبط عمله” (صححه الألباني).
استحقاق عذاب الله تعالى:
استحقاق عذاب الله تعالى الذي لا نهاية له، وذلك بأنّ المشرك يكون قد أشرك بالله تعالى، وجعل له شريكاً في عبادته، وهذا يستوجب عليه دخول النار، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 116).
طرق الوقاية من الشرك الأكبر
هناك عدّة طرق للوقاية من الوقوع في الشرك الأكبر، منها ما يلي:
معرفة الله تعالى معرفة صحيحة:
معرفة الله تعالى معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته وأفعاله، وذلك بدراسة العقيدة الصحيحة، والاطلاع على ما كتبه أهل العلم في باب التوحيد.
استحضار عظمة الله تعالى:
استحضار عظمة الله تعالى في القلب، وذلك بأن يتفكّر المسلم في قدرة الله تعالى، ورحمته، وعلمه، وغير ذلك من صفات الجلال والكمال.
الإخلاص في العبادة:
الإخلاص في العبادة لله تعالى وحده، وعدم الرياء فيها، وذلك بأن يبتغي المسلم بعبادته وجه الله تعالى فقط.
التوبة من الشرك الأكبر
إذا وقع المسلم في الشرك الأكبر، فعليه التوبة النصوح إلى الله تعالى، والتوبة النصوح تتضمن:
الندم على ما اقترفه من شرك:
الندم على الشرك الذي أقترفه، وأن يتبرّأ منه ومن فاعله، ويُبغضه في الله تعالى.
الإقلاع عن الشرك:
الإقلاع عن الشرك والإكثار من العبادات الصالحة، التي تدلّ على صدق توبته، ومنها: الصلاة، والصيام، والزكاة، وقراءة القرآن، وغير ذلك.
العزم على عدم العودة للشرك:
العزم الصادق على عدم العودة إلى الشرك، وأنّه سيلزم الاستقامة على طاعة الله تعالى.
خاتمة
إنّ معرفة الشرك الأكبر واجتنابه من أهمّ الأمور التي يجب على المسلم معرفتها؛ وذلك حتّى يُجنّبه الله تعالى الوقوع فيه، والشركُ الأكبر له أسباب وأخطار عظيمة، ويترتب عليه كفر المسلم وحبوط عمله واستحقاقه عذاب الله تعالى، ويُمكن للمسلم أن يتوقّى الوقوع في الشرك بإتباع طرق الوقاية منه، وإذا وقع فيه فإنّ عليه التوبة النصوح إلى الله تعالى.