الأيام كما شاهدتها دول
دول باوي، مؤلف وصانع أفلام فيتنامي أمريكي، يحكي قصته عن الهجرة والحرب في فيتنام في مذكراته “الأيام كما شاهدتها”. يقدم دول، الذي نشأ في أسرة فلاحية صغيرة في الريف الفيتنامي، سردًا حيًا لتجاربه خلال حرب فيتنام وما بعدها.
محتوى المقال
الطفولة في الريف
ولد دول في قرية صغيرة في دلتا نهر ميكونغ في فيتنام. قضى طفولته يساعد والديه في الحقول، ويشهد الصعوبات التي واجهها الفلاحون في ظل الحكم الاستعماري الفرنسي. تصف مذكرات دول صورًا نابضة بالحياة عن الحياة الريفية، من طقوس الحصاد إلى الأعياد التقليدية.
حرب الهند الصينية الأولى
اندلعت حرب الهند الصينية الأولى في عام 1945 بين فرنسا وفيتنام. شهد دول، الذي كان مراهقًا آنذاك، القتال الذي دمر قريته وأجبر عائلته على الفرار. يروي في مذكراته الرعب والفوضى في الحرب، والصعوبات التي واجهها هو وأسرته أثناء نزوحهم.
حرب فيتنام
اندلعت حرب فيتنام في عام 1955 بين فيتنام الشمالية المدعومة من الشيوعيين وفيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة. تم تجنيد دول في الجيش الفيتنامي الجنوبي، وخدم كضابط استخبارات. يقدم في مذكراته سردًا تفصيليًا لتجاربه في الحرب، من المعارك العنيفة إلى المساعي السياسية.
الهجرة إلى الولايات المتحدة
بعد سقوط فيتنام الجنوبية في عام 1975، هاجر دول إلى الولايات المتحدة. عمل في مجموعة متنوعة من الوظائف منخفضة الأجر، بما في ذلك عمل خادم والميكانيكي. يصف في مذكراته التحديات التي واجهها كمهاجر جديد، وصراعاته مع الثقافة الأمريكية.
النجاح في هوليوود
على الرغم من الصعوبات التي واجهها، لم يتخل دول عن حلمه بأن يصبح صانع أفلام. بدأ في صناعة الأفلام المستقلة، وحقق في النهاية نجاحًا كبيرًا في هوليوود. أخرج دول أفلامًا مثل “هيفن أند إيرث” و”ثلاثون عامًا بعد انتهاء الحرب”، والتي استكشفت تجاربه في فيتنام وآثارها على الشعب الفيتنامي.
إرث دول
توفي دول في عام 2016 تاركًا وراءه إرثًا من العمل الفني الذي يوثق تجربة المهاجرين الفيتناميين في الولايات المتحدة. تُعرض أفلامه في المتاحف ومهرجانات الأفلام في جميع أنحاء العالم، وتعتبر شهادات قوية على مرونة الروح البشرية في مواجهة الشدائد.
الخاتمة
“الأيام كما شاهدتها” هي مذكرات قوية ومؤثرة من تأليف دول باوي. من خلال سرد قصته عن الهجرة والحرب، يمنحنا دول رؤية ثاقبة لواحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في التاريخ الفيتنامي. إرث دول كتابة وأفلام مستمرة في إلهام الأجيال القادمة وتذكيرهم بأهمية الذاكرة والتفاهم الإنساني.