ويحسبون انهم يحسنون صنعا
إن من أشد وأخطر أنواع الجهل هو الجهل المركب، الذي يظن صاحبه أنه عالم بما هو جاهل به لا بل يظن جهله علما.
يقول تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، فكثير من الناس يظن أنه يحسن حين يذم الله تعالى ويستهزئ به وبكتابه ورسله.
ومن ذلك أيضا قولهم: “إن الدين أفيون الشعوب”، فهذا جهل مركب، فالدين ليس أفيونا، بل هو شفاء، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
أسباب يظن بها المرء أنه يحسن
1- الجهل المركب
وهو كما ذكرنا سابقا، وهو من أخطر أنواع الجهل.
ويكون عندما يظن الشخص أنه عالم بما هو جاهل به، وبالتالي يتخذ مواقف بناءً على هذا الجهل، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
ويتميز الجهل المركب بالغرور والتكبر، فصاحبه يرفض الاعتراف بخطئه أو جهله، كما أنه يهاجم بشدة من يحاول تصحيحه.
2- التعصب الأعمى
وهو عندما يكون الشخص متعصبا لرأي أو فكرة معينة، إلى درجة أنه يرفض قبول أي رأي آخر، حتى لو كان هذا الرأي صحيحا.
ويكون التعصب في كثير من الأحيان ناتجا عن الجهل أو الخوف، حيث يحاول الشخص من خلال التعصب حماية نفسه من الأفكار الجديدة أو المخالفة.
والتعصب قد يؤدي إلى العنف والاضطهاد، حيث يرى المتعصب أن من يخالفه في الرأي هو عدو يجب القضاء عليه.
3- حب الاستعراض
وهو عندما يتصرف الشخص بطريقة معينة بهدف إثارة إعجاب الآخرين أو لفت انتباههم.
وحب الاستعراض يكون في كثير من الأحيان ناتجا عن انعدام الثقة بالنفس، حيث يحاول الشخص من خلال هذا السلوك تعويض شعوره بالنقص.
وقد يؤدي حب الاستعراض إلى التصرف بطريقة غير مسؤولة أو غير أخلاقية، حيث يقدم الشخص مصلحته الشخصية على مصلحة الآخرين.
4- الكذب والتزوير
وهو عندما يتعمد الشخص قول أو فعل أشياء غير صحيحة أو غير حقيقية.
ويكون الكذب في كثير من الأحيان ناتجا عن الخوف أو الجبن، حيث يحاول الشخص من خلاله تجنب العقاب أو الحصول على مكاسب غير مشروعة.
ويمكن أن يكون الكذب والتزوير مدمرا للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة وتدمير العلاقات.
5- الخداع والنفاق
وهو عندما يتظاهر الشخص بأنه شيء غير ما هو عليه في الحقيقة.
ويكون الخداع والنفاق في كثير من الأحيان ناتجا عن الرغبة في الحصول على مكاسب شخصية على حساب الآخرين.
ويمكن أن يكون الخداع والنفاق مدمرا للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة وتدمير العلاقات.
6- الظلم والعدوان
وهو عندما يعامل الشخص الآخرين بطريقة غير عادلة أو قاسية.
ويكون الظلم والعدوان في كثير من الأحيان ناتجا عن الرغبة في السلطة أو السيطرة.
ويمكن أن يكون الظلم والعدوان مدمرا للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى معاناة كبيرة للضحية.
7- الكفر والجحود
وهو عندما ينكر الشخص وجود الله تعالى أو يتنكر لنعمه.
ويكون الكفر والجحود في كثير من الأحيان ناتجا عن الجهل أو الغرور.
ويمكن أن يكون الكفر والجحود مدمرا للغاية، حيث يمكن أن يؤدي إلى عذاب أليم في الآخرة.
الآثار السلبية لظن المرء أنه يحسن
إن ظن المرء أنه يحسن صنعا له العديد من الآثار السلبية، منها:
– أنه يمنعه من قبول النقد أو المشورة من الآخرين، حيث يرى أنه لا يحتاج إليها.
– أنه يجعله متعصبا لرأيه ولا يقبل أي رأي آخر، مما يجعله غير قادر على اتخاذ قرارات صائبة.
– أنه يجعله يستهين بالأخطار التي تحيط به، مما قد يؤدي إلى اتخاذه قرارات خاطئة.
الآثار الإيجابية لظن المرء أنه يحسن
على الرغم من الآثار السلبية العديدة لظن المرء أنه يحسن صنعا، إلا أن هناك بعض الآثار الإيجابية أيضا، منها:
– أنه قد يدفعه إلى الاجتهاد والمثابرة في عمله، حتى يحصل على أفضل النتائج.
– أنه قد يجعله أكثر ثقة بنفسه وقدراته، مما قد يساعده على تحقيق أهدافه.
– أنه قد يجعله أكثر تفاؤلا وإيجابية، مما قد يساعد على تحسين حالته النفسية.
الآثار الاجتماعية لظن المرء أنه يحسن
إن ظن المرء أنه يحسن صنعا له العديد من الآثار الاجتماعية السلبية، منها:
– أنه قد يؤدي إلى الصراع والنزاع بين الأفراد والمجتمعات.
– أنه قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، حيث يصبح الأفراد أقل ثقة في بعضهم البعض.
– أنه قد يؤدي إلى انخفاض التعاون والعمل الجماعي، حيث يصبح الأفراد أقل استعدادا للعمل مع الآخرين الذين يرونهم على أنهم أقل منهم علما أو قدرة.
الآثار الاقتصادية لظن المرء أنه يحسن
إن ظن المرء أنه يحسن صنعا له العديد من الآثار الاقتصادية السلبية، منها:
– أنه قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة بشأن الاستثمار والإنفاق.
– أنه قد يؤدي إلى هدر الموارد وإهدارها.
– أنه قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الاقتصادية.
الآثار السياسية لظن المرء أنه يحسن
إن ظن المرء أنه يحسن صنعا له العديد من الآثار السياسية السلبية، منها:
– أنه قد يؤدي إلى الاستبداد والطغيان.
– أنه قد يؤدي إلى الفساد والمحسوبية.