وحش الجيزة.. قصة السفاح المتسلسل الذي أرعب مصر

في مطلع الألفية الثالثة، هزت مصر قضية مروعة عرفت باسم “سفاح الجيزة”، وهو مجرم متسلسل ارتكب سلسلة من جرائم القتل الوحشية والاغتصاب التي أرعبت المجتمع المصري لمدة عامين كاملين.

من هو سفاح الجيزة؟
حتى يومنا هذا، لا تزال هوية سفاح الجيزة الحقيقية مجهولة. إلا أن التحقيقات أشارت إلى أنه كان رجلاً في منتصف الثلاثينيات من عمره، يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء والمكر والوحشية.
كان السفاح يختار ضحاياه بعناية، مستهدفًا النساء والفتيات الشابات اللواتي يعشن بمفردهن أو في مناطق معزولة. ووفقًا للتقارير، كان يغتصب ضحاياه ويعتدي عليهن جسديًا ونفسيًا قبل قتلهن.
البداية المروعة
بدأت جرائم سفاح الجيزة في عام 2002، عندما عُثر على جثة فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا في منزلها في حي المهندسين الراقي بالقاهرة. وكان جسد الفتاة يحمل آثار اغتصاب وتعذيب وحشي.
تبع ذلك سلسلة من جرائم القتل المماثلة في جميع أنحاء محافظة الجيزة. حيث عُثر على جثث ضحايا السفاح في شققهم وفي الشوارع الخلفية وحتى في بعض الأماكن العامة.
الضغوط المجتمعية
أثارت جرائم سفاح الجيزة موجة من الذعر في مصر. فقد شعر الناس بالخوف على سلامتهم، وبدأت النساء في اتخاذ احتياطات إضافية أثناء خروجهن بمفردهن أو في الليل.
كما واجهت الشرطة المصرية ضغوطًا شديدة للقبض على القاتل. وقاموا بإنشاء فريق تحقيق خاص، وعملوا ليلًا ونهارًا لمحاولة العثور على السفاح.
الخطأ القاتل
في عام 2004، ارتكب سفاح الجيزة خطأً فادحًا. فقد ترك بصمات أصابعه على مسرح الجريمة في إحدى جرائم القتل. وتمكنت الشرطة من مطابقة بصمات الأصابع مع مجرم مسجل يُدعى محمد رفاعي.
وبعد التحقيق مع رفاعي، اعترف بجرائمه وأرشد الشرطة إلى جثث العديد من ضحاياه. وأظهرت اختبارات الحمض النووي أن بصمات الأصابع التي عُثر عليها على مسرح الجريمة كانت مطابقة لبصماته.
الإدانة والعقاب
في عام 2006، حُكم على محمد رفاعي بالإعدام بتهمة ارتكاب 21 جريمة قتل. وتم تنفيذ الحكم في عام 2010، وأغلقت قضية سفاح الجيزة أخيرًا.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان رفاعي هو السفاح المتسلسل الحقيقي. حيث ادعى العديد من خبراء الطب النفسي أنه كان مجرد كبش فداء لشخص آخر أكثر ذكاءً ومنهجية.
الذكرى والآثار
رغم مرور سنوات عديدة على جرائم سفاح الجيزة، إلا أنها لا تزال محفورة في ذاكرة المجتمع المصري. وقد أُنتج العديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التي تحكي قصة وحش الجيزة.
لقد تركت هذه القضية ندبة عميقة في نفس الأمة، وأجبرت الناس على مواجهة مفهوم الشر الذي كان مخفيًا في قلوبهم.
الخاتمة
قضية سفاح الجيزة هي قصة مروعة عن رجل ارتكب جرائم وحشية لا يمكن تصورها. وقد أظهرت ضعف المجتمع أمام الوحشية والشر. ومع ذلك، فإن هذه القضية هي أيضًا شهادة على قوة العدالة التي يمكن أن تسود، حتى في أحلك الأوقات.
وستبقى ذكرى ضحايا سفاح الجيزة محفورة في قلوب المصريين إلى الأبد، وستستمر قصته في تذكيرنا بالظلام الذي يمكن أن يختبئ وراء أقنعة الإنسانية الكاذبة.