هيّام حريم السلطان
هيَّام سلطان، المعروفة أيضًا باسم أميرة الجبل الأسود، كانت إحدى زوجات السلطان العثماني سليمان القانوني وأم السلطان سليم الثاني. كانت شخصية بارزة في تاريخ الدولة العثمانية، ولعبت دورًا محوريًا في السياسة والثقافة في ذلك الوقت.
عائلتها ونشأتها
وُلدت هيَّام في الجبل الأسود حوالي عام 1502 لعائلة أرستقراطية. كان والدها أحد رؤساء القبائل المحلية، وكانت والدتها ابنة أحد النبلاء. في سن مبكرة، تم أسر هيَّام من قبل العثمانيين وأُرسلت إلى القسطنطينية كعبدة.
دخولها قصر توبكابي
في القسطنطينية، لفتت هيَّام انتباه السلطان سليمان القانوني بسبب ذكائها وجمالها. أصبحت إحدى جواريه وأنجبت له ابنه سليم الثاني عام 1524. وبمرور الوقت، اكتسبت هيَّام ثقة السلطان وأصبحت واحدة من أكثر نسائه نفوذًا.
حريم السلطان
أصبحت هيَّام رئيسة حريم السلطان بعد وفاة والدته السلطانة حليمة سلطان عام 1534. بصفتها حريم السلطان، كانت مسئولة عن إدارة شؤون الحريم، بما في ذلك ميزانيته وموظفيه. كانت أيضًا مستشارة للسلطان في المسائل السياسية والثقافية.
دورها السياسي
لعبت هيَّام دورًا سياسيًا مهمًا في عهد زوجها. غالبًا ما كانت تستشير في المسائل الخارجية والداخلية، وكانت مؤثرة بشكل خاص في اختيار الوزراء والموظفين الحكوميين الآخرين. كما كانت لها علاقات وثيقة مع سفراء الدول الأجنبية.
رعايتها للفنون والثقافة
كانت هيَّام راعية كبيرة للفنون والثقافة. أشرفت على بناء العديد من المساجد والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية. كما شجعت الفنانين والكتاب والشعراء، ودعمت المشاريع الثقافية الأخرى.
علاقتها مع السلطان
كانت علاقة هيَّام بالسلطان معقدة وشديدة. كان سليمان مفتونًا بذكائها وجمالها، لكنه كان أيضًا غيورًا ومستبدًا. غالبًا ما كانت هيَّام تواجه تحديات ونكسات في الحريم، لكنها تمكنت دائمًا من الحفاظ على مكانتها ونفوذها.
وفاتها وإرثها
توفيت هيَّام في القسطنطينية عام 1561. ودُفنت بجوار زوجها السلطان سليمان القانوني في ضريحه في مسجد السليمانية. يعتبر إرثها معقدًا، حيث يُنظر إليها على أنها شخصية قوية ومؤثرة، لكنها تُنتقد أيضًا على تلاعبها السياسي وغرورها.