إن الله لطيف بعباده
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مقدمة
تعتبر صفة اللطف من صفات الله الحسنى التي تدل على رحمته وعنايته بعباده، فقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز: وَرَبُّكَ اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ (سورة غافر: 3)، وهذه الصفة تعني أن الله تعالى يتعامل مع عباده برفق ولين، ويعفو عن ذنوبهم، ويرحم ضعفهم، ويلطف بهم في أقوالهم وأفعالهم، ويدبر لهم أمورهم، ويسهل عليهم سبل الحياة.
لطف الله تعالى في خلق الإنسان
لقد لطف الله تعالى في خلق الإنسان، فخلقه في أحسن تقويم، وأعطاه من النعم ما لا يحصى، فقد قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (سورة التين: 4)، ومن مظاهر اللطف الإلهي في خلق الإنسان:
– خلقه في أحسن شكل وهيئة.
– منحه العقل والفهم.
– جعله خليفة في الأرض.
لطف الله تعالى في رزق العباد
يلطف الله تعالى بعباده في رزقهم، فيرسل لهم ما يكفيهم من طعام وشراب وكساء، وقد قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (سورة هود: 6)، ومن مظاهر اللطف الإلهي في رزق العباد:
– توفير الطعام والشراب والكساء لكل مخلوق.
– تيسير سبل الرزق لعباده.
– حفظ نعمه عليهم.
لطف الله تعالى في هداية العباد
لقد لطف الله تعالى بعباده في هدايتهم إلى الصراط المستقيم، وأرسل لهم الرسل والأنبياء لتبليغ رسالته، ومن مظاهر اللطف الإلهي في هداية العباد:
– إرسال الرسل والأنبياء.
– إنزال الكتب السماوية.
– تيسير سبل الهداية لعباده.
لطف الله تعالى في معصية العباد
على الرغم من عصيان العباد لله تعالى، فإنه يرحمهم ويرفق بهم، ويستر عليهم ذنوبهم، وقد قال تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ (سورة فاطر: 45)، ومن مظاهر اللطف الإلهي في معصية العباد:
– تأخير العقاب عليهم.
– إمهالهم التوبة والاستغفار.
– ستر ذنوبهم عن الناس.
لطف الله تعالى في مصائب العباد
إذا نزلت المصائب والابتلاءات بالعباد، فإن الله تعالى يرحمهم ويلطف بهم، ويثيبهم على صبرهم واحتسابهم، وقد قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (سورة البقرة: 155)، ومن مظاهر اللطف الإلهي في مصائب العباد:
– تيسير الصبر عليهم.
– إبدال الضراء بالسراء.
– ثوابهم على ما ينزل بهم.
لطف الله تعالى في إجابة دعاء العباد
إذا دعا العباد ربهم، فإنه يستجيب لهم ويرحمهم ويلطف بهم، وقد قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (سورة البقرة: 186)، ومن مظاهر اللطف الإلهي في إجابة دعاء العباد:
– استجابة دعواتهم.
– تفريج كرباتهم.
– إحسان الظن بعباده.
خاتمة
إن الله تعالى لطيف بعباده في جميع أحوالهم، وفي كل أمورهم، فلن يضيع دعوة داع، ولن يخذل مستجيرًا به، ولن يعجز عن حاجة محتاج، ولن يغفل عن ذكر ذاكر، وهو معنا أينما كنا، يعلم خفايا أنفسنا، ويجيب دعواتنا، ويدبر أمورنا، فاللهم ارحمنا بلطفك، وعافنا برحمتك، وتقبل عبادتنا، واستجب دعواتنا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.