خطب رمضان

خطب رمضان

مقدمة

رمضان، شهر الخير والبركة، شهر العبادة والتقرب إلى الله، شهر الرحمة والمغفرة، يأتي علينا كل عام محملاً بالخير وباراً بالمسلمين، يحمل في طياته الكثير من العظات والعبر المستفادة، ويحمل بين صفحاته الكثير من الدروس المهمة التي يجب أن نتعلمها ونعمل بها طوال حياتنا.

العشر الأوائل من رمضان

تُعرف العشر الأوائل من رمضان بـ”رحمة”، وهي رحمة الله التي تنزل على عباده الذين يتسابقون في فعل الخير والطاعات في هذا الشهر الفضيل، ومن أعظم الأعمال في هذه الليالي ليلة القدر المباركة، والتي هي خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات والخير والبركات.

يجب على المسلم في العشر الأوائل من رمضان أن يكثر من العبادة والطاعات، وأن يجتهد في الصلاة وقراءة القرآن، وأن يدعو الله تعالى بكل ما يريده في هذه الليلة المباركة، لعل الله يستجيب له، وأن يكثر من الاستغفار والتوبة والصدقات، لكي ينال من الله العفو والمغفرة.

العشر الأواسط من رمضان

تُعرف العشر الأواسط من رمضان بـ”المغفرة”، وهي مغفرة الله التي يتفضل بها على عباده الذين تابوا من ذنوبهم ورجعوا إليه، وفي هذه العشر يكون المسلم أكثر خشوعاً وإيماناً، ويكون أكثر حرصاً على فعل الطاعات والعبادات، وأكثر رغبة في التوبة والرجوع إلى الله.

في العشر الأواسط من رمضان يجب على المسلم أن يكثر من الاستغفار والتوبة والصدقات، وأن يجتهد في العبادة والطاعات، وأن يصلي قيام الليل، وأن يدعو الله تعالى بكل ما يريده، وأن يكثر من تلاوة القرآن الكريم، وأن يتصدق على المحتاجين والفقراء.

العشر الأواخر من رمضان

تُعرف العشر الأواخر من رمضان بـ”العِتق من النار”، وهي عتق الله لعباده من النار الذين جدوا واجتهدوا في طاعته والتقرب إليه، وفي هذه العشر يكون المسلم في ذروة إيمانه وإخلاصه لله تعالى، ويكون أكثر حرصاً على نيل رضاه والتقرب إليه.

يجب على المسلم في العشر الأواخر من رمضان أن يعتكف في المسجد، ويجتهد في العبادة والطاعات، ويصلي قيام الليل، ويتلو القرآن الكريم، ويدعو الله تعالى بكل ما يريده، ويعتكف في المسجد ويتفرغ للعبادة، لعل الله يعتقه من النار ويغفر له ذنوبه.

فضائل شهر رمضان

لشهر رمضان فضائل كثيرة وعظيمة، ومن أعظم فضائله: غفران الذنوب، وعتق الرقاب من النار، واستجابة الدعاء، وكفارة السيئات، وتطهير القلب من الذنوب، وبلوغ التقوى، ونيل مرضاة الله تعالى، وغيرها من الفضائل العظيمة.

يجب على المسلم أن يحسن استقبال شهر رمضان، وأن يستعد له بالطاعات والعبادات، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يكثر من الصدقات والإحسان، وأن يتوب إلى الله من ذنوبه، وأن يصمم على فعل الخير والطاعات في هذا الشهر الفضيل.

آداب شهر رمضان

لشهر رمضان آداب عظيمة، يجب على المسلم أن يتحلى بها في هذا الشهر الكريم، ومن أهم هذه الآداب: حسن الخلق، وكثرة الصدقات والإحسان، وحفظ اللسان عن الغيبة والنميمة، وغض البصر عن المحرمات، واجتناب المعاصي والذنوب، وغيرها من الآداب العظيمة.

يجب على المسلم أن يتحلى بحسن الخلق في شهر رمضان، وأن يكون لطيفاً مع الناس، وأن يبتعد عن الغضب والمشاحنات، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يكثر من قراءة القرآن الكريم.

فوائد الصيام في شهر رمضان

للصيام في شهر رمضان فوائد عظيمة، منها: تطهير القلب من الذنوب، وتقوية الإرادة، وتنمية روح الصبر والتحمل، وإكساب المسلم صفات النبل والأخلاق الكريمة، وتقوية الصلة بالله تعالى، وغيرها من الفوائد العظيمة التي يحصل عليها الصائم من صيامه.

يجب على المسلم أن ينوي صيام شهر رمضان لله تعالى، وأن يصوم لله تعالى، وأن يصوم لوجه الله تعالى، وأن يحسن صيامه، وأن يجتنب المفطرات، وأن يتحلى بآداب الصيام، لكي ينال من الله الأجر والثواب العظيم.

الاعتكاف في شهر رمضان

الاعتكاف في شهر رمضان سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يعتكف المسلم في المسجد لله تعالى، ويتعبد ويتفرغ للعبادة، ويترك جميع أمور الدنيا وراءه، ويعتكف في المسجد ويتفرغ للعبادة والطاعات.

يجب على المسلم أن يعتكف في المسجد لله تعالى، وأن ينوي الاعتكاف لله تعالى، وأن يتفرغ للعبادة والطاعات، وأن يجتنب الملهيات والمشغلات، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يكثر من قراءة القرآن الكريم.

خاتمة

ختاماً، فإن رمضان شهر الخير والبركة، شهر العبادة والتقرب إلى الله، شهر الرحمة والمغفرة، ويجب على المسلم أن يحسن استقبال هذا الشهر الفضيل، وأن يستعد له بالطاعات والعبادات، وأن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يكثر من الصدقات والإحسان، وأن يتوب إلى الله من ذنوبه، وأن يصمم على فعل الخير والطاعات في هذا الشهر الفضيل.