قمر سيدنا النبى كلمات

قمر سيدنا النبي كلمات

يُعد قمر سيدنا النبي من المعجزات العظيمة التي أيد الله بها نبيه الكريم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد ذكره في عدة أحاديث نبوية صحيحة، وقد أسلم على إثره جمع غفير من الناس، وتحققت على يديه العديد من المهمات الجليلة.

أسباب رؤية القمر منشقًا

ورد في الحديث الشريف أن سبب رؤية القمر منشقًا هو إثبات نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال في هذا الصدد: “انشق القمر على عهدي شقتين، فكانت إحدى الشقتين على الجبل والأخرى في حراء، ولو شئت أن أريهما إياكما لفعلت.”

ويرى بعض العلماء أن انشقاق القمر كان آية لإثبات نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال تعالى: “اقتربت الساعة وانشق القمر”، وقيل أيضًا أنه كان آية لإثبات معجزة الإسراء والمعراج، حيث عرج سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء وهو ينظر إلى القمر منشقًا.

ويذهب بعض العلماء إلى القول بأن انشقاق القمر كان آية لإثبات عدل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لأنه كان يحاكم بين الناس بالعدل، وكان أهل مكة يعلمون ذلك جيدًا، ولذلك عندما رأوا القمر منشقًا صدقوا نبوته وأسلموا على يديه.

أدلة انشقاق القمر

لقد ورد في القرآن الكريم عدة آيات تدل على انشقاق القمر، منها قوله تعالى: “اقتربت الساعة وانشق القمر”، وقوله تعالى: “الشمس والقمر بحسبان”، وقوله تعالى: “والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم”.

وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد على حقيقة انشقاق القمر، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “انشق القمر على عهدي شقتين، فكانت إحدى الشقتين على الجبل والأخرى في حراء.”

كما ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد على رؤية الصحابة للقمر منشقًا، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: “رأيت القمر منشقًا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكانت إحدى الشقتين على الجبل والأخرى في حراء.”

وقت انشقاق القمر

اتفق أهل العلم على أن انشقاق القمر كان في ليلة الإسراء والمعراج، وذلك في شهر رجب من السنة العاشرة من النبوة، وقد كان القمر في طور البدر، أي أنه كان مكتملاً.

وقد ورد في الحديث الشريف أن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- رأى القمر منشقًا وهو في المسجد الحرام، ثم عرج به إلى السماء، ولما عاد إلى مكة المكرمة رأى القمر منشقًا مرة أخرى في مكانه الأصلي.

ويذكر بعض العلماء أن انشقاق القمر استمر لمدة ثلاث ليال، وأن الصحابة كانوا يرون القمر منشقًا في كل ليلة من هذه الليالي الثلاث، وذلك لإثبات نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

مكان انشقاق القمر

لقد ورد في الحديث الشريف أن القمر انشق في مكة المكرمة، وقد اختلف أهل العلم في تحديد المكان الذي كان فيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى القمر منشقًا.

فذهب بعض أهل العلم إلى القول أنه كان في المسجد الحرام، بينما ذهب البعض الآخر إلى القول أنه كان في جبل حراء، وذهب بعض العلماء إلى القول أنه كان في منزله.

والراجح من أقوال أهل العلم أن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- رأى القمر منشقًا في المسجد الحرام، وذلك لما ورد في الحديث الشريف أنه قال: “انشق القمر على عهدي شقتين، فكانت إحدى الشقتين على الجبل والأخرى في حراء، ولو شئت أن أريهما إياكما لفعلت.”

الحكمة من انشقاق القمر

لقد أراد الله -تعالى- من وراء انشقاق القمر أن يثبت نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأن يدل على صدق رسالته، وقد تحققت هذه الحكمة على أكمل وجه، حيث أسلم على إثره جمع غفير من الناس.

كما أراد الله -تعالى- من وراء انشقاق القمر أن يبين قدرته -عز وجل-، وعظمته -سبحانه وتعالى-، وأن يثبت أنه لا شيء مستحيل عليه.

وأراد الله -تعالى- من وراء انشقاق القمر أن يطمئن قلوب المؤمنين، وأن يثبتهم على دينهم، وأن يجعلهم أكثر إيمانًا ويقينًا.

الدروس المستفادة من انشقاق القمر

هناك العديد من الدروس المستفادة من انشقاق القمر، منها:

1. أن الله -تعالى- قادر على كل شيء، وأنه لا شيء مستحيل عليه، وأنه -سبحانه وتعالى- قادر على أن يغير مجرى الكون وأن يحدث فيه ما يشاء.
2. أن نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حق، وأنه -صلى الله عليه وسلم- رسول الله إلى العالمين، وأنه أرسله رحمة للعالمين.
3. أن الإسلام دين الحق، وأنه الدين الذي اختاره الله -تعالى- لعباده، وأن من أسلم لله -تعالى- واتبع سنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد فاز فوزًا عظيمًا.

الخاتمة

إن انشقاق القمر من المعجزات العظيمة التي أيد الله بها نبيه الكريم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وقد ورد ذكره في عدة أحاديث نبوية صحيحة، وقد أسلم على إثره جمع غفير من الناس، وتحققت على يديه العديد من المهمات الجليلة.

وقد دل انشقاق القمر على صدق نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى عظم قدرة الله -تعالى-، وعلى صدق الإسلام، وجاء في انشقاق القمر العديد من الدروس المستفادة التي يجب على كل مسلم أن يتعظ بها.