كان الصحابة رضي الله عنهم يعرفون لأهل البيت فضلهم، ولقد حظي أهل البيت بمكانة عظيمة عند الصحابة، فكانوا يجلونهم ويحترمونهم ويساهمون في تكريمهم، وكان الصحابة رضي الله عنهم يدركون أن أهل البيت هم عترة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله وخاصته، وكانوا يحفظون حقهم ويصونون حرمتهم.
محتوى المقال
ذكر فضل أهل البيت في القرآن الكريم
لقد ذكر الله تعالى فضل أهل البيت في القرآن الكريم في العديد من الآيات، فقد قال الله تعالى: “قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى”، وقال تعالى: “وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله”، وقال تعالى: “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً”.
ذكر فضل أهل البيت في السنة النبوية
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تبين فضل أهل البيت، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن أهل بيتي مني كسفينتي نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق”، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منها قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختار من بني هاشم بني عبد المطلب، واختار من بني عبد المطلب هذا الحي”.
مودة أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يؤكدون على وجوب مودّة أهل البيت، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وقد أمركم الله أن تفعلوا إليهم معروفاً، إنهم عترته وأهله وخاصته، فمن أحبهم فقد أحب الله ورسوله”.
توقير أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يعظمون أهل البيت ويوقرونهم، فقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان معنا نساؤنا، إذا أراد النوم قام إلى شجرة تحتها فاستظل بها، ونام النساء تحت الشجرة، حتى إذا نام قام فجاء إلى النساء، وأدخل يده تحت الشجرة، وقال: قوموا يا أهل البيت، فقاموا فحملوا متاعهم، قالوا: يا رسول الله، لو أمرتنا لخدمناك، قال: إنما أنا عبد من عبيد الله، إنما أنا كما أنتم”.
السعي لقضاء حوائج أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يسارعون إلى قضاء حوائج أهل البيت، فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “جاءت فاطمة إلى أبي بكر تسأله ميراثها من أبيها، فقال لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة”، فبكى فاطمة، فأتى بها أبو بكر إلى عمر، فذكرت له ذلك، فقال لها عمر مثل ما قال أبو بكر، فبكى فاطمة، فأتى بها أبو بكر إلى عثمان، فذكرت له ذلك، فقال لها عثمان مثل ما قال أبو بكر وعمر، فبكى فاطمة، فأتت علياً وهو في المسجد، فذكرت له ذلك، فقام معها حتى أتى باب أبي بكر، فاستأذن، فأذن له، فدخل وقال: يا أبا بكر، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها، فقال أبو بكر: صدقت، يا رسول الله، ثم عاد فقال: يا أبا بكر، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني، وأنا من أبيها، أما علمت أن فاطمة أحق الناس بميراث محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: صدقت، يا رسول الله، ثم أتى أبو بكر عثمان، فقال له مثل مقالته لأبي بكر، فقال عثمان مثل ما قال أبو بكر، ثم أتى عمر، فقال له مثل مقالته لأبي بكر، فقال عمر مثل ما قال أبو بكر، ثم ردّ على فاطمة فدك”.
الدفاع عن أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يدافعون عن أهل البيت ويحمونهم، فقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “والله لو أن أهل الأرض كلهم اجتمعوا على حرب علي بن أبي طالب، لما فارقته حتى أموت دونه”.
احترام أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يحترمون أهل البيت ويقدرونهم، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إذا رأيتم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرموهم، فإنهم من خير خلق الله”.
خدمة أهل البيت
كان الصحابة رضي الله عنهم يخدمون أهل البيت ويحافظون على مصالحهم، فقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “خدمت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها ستة أشهر، كنت أكنس بيتها، وأخدمها، وأسوق بها دابتها إلى الماء، وأحمل لها الطعام من السوق”.
مكانة أهل البيت في نفوس الصحابة
لقد حظي أهل البيت بمكانة عظيمة في نفوس الصحابة، فقد كانوا يجلونهم ويحترمونهم ويحبونهم، وكانوا يدركون أنهم عترة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله وخاصته، وكانوا يحفظون حقهم ويصونون حرمتهم.
مكانة أهل البيت في نفوس المسلمين
إن أهل البيت لهم مكانة عظيمة في نفوس المسلمين إلى يومنا هذا، ويجب على المسلمين أن يجلوا أهل البيت ويحترموهم ويحفظوا حقوقهم ويصونوا حرمتهم، وأن يقتدوا بهم ويسيرون على نهجهم، وأن يعترفوا بفضلهم ومكانتهم العظيمة.