الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً
أما بعد، فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أمرنا الله تعالى بذكره في كل حين، ومداومة الاستغفار، قال تعالى في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”. وقال -سبحانه-: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ”. قال العلماء: بكرة: وقت السحر، وأصيلاً: وقت غروب الشمس. وسائر الأوقات أيضاً، والذِّكر أفضل العبادات، وبه يحصل القرب من الله -جل جلاله-.
والذكر ينقسم إلى ذكر باللسان، وذكر بالقلب، وذكر بالبدن، أما ذكر اللسان، فهو قراءة القرآن الكريم، وتسبيح الله تعالى، وتحميده وتمجيده، وذكره بأسمائه وصفاته، والصلاة على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأما ذكر القلب، فهو محبة الله تعالى وإجلاله وتعظيمه، والخوف منه، ورجاء فضله وثوابه، وأما ذكر البدن، فهو طاعة الله تعالى في القيام بأوامره، واجتناب نواهيه، قال تعالى في سورة الذاريات: “وَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ”.
فضل ذكر الله -تعالى-
ذكر الله -تعالى- من أفضل الأعمال وأعظمها، وهو من أخص خصال المؤمنين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “ذكر الله”.
وذكر الله تعالى يطرد الوساوس، ويفرج الهموم والغموم، وذكر الله طمأنينة القلوب، قال تعالى في سورة الرعد: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
وذكر الله من أسباب استجابة الدعاء، قال تعالى في سورة البقرة: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة”.
أنواع ذكر الله -تعالى-
يُقسم ذكر الله إلى ثلاثة أقسام:
– الأذكار القلبية: وهي التي تُقال بالقلب، مثل: لا إله إلا الله، الله أكبر، سبحان الله، الحمد لله.
– الأذكار اللسانية: وهي التي تُقال باللسان، مثل: ذكر الله بعد الصلاة، وذكر الله عند النوم والاستيقاظ، وذكر الله بعد الأكل.
– الأذكار الجسدية: وهي التي تُفعل بالجسد، مثل: الرُّكُوع والسجود، والمشي إلى المسجد، والجهاد في سبيل الله.
أوقات ذكر الله -تعالى-
ورد في السنة النبوية الكثير من الأوقات التي يستحب فيها ذكر الله تعالى، منها:
– في كل صباح ومساء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي وحين يصبح: سبحان الله وبحمده مئة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه”.
– عند دخول وخروج المسجد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك”.
– عند النوم والاستيقاظ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة ردائه، ثم ليقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.
فضل قول: “الله أكبر”
قول: “الله أكبر” من أفضل الأذكار وأعظمها، وهو من كلمات الله التامات الطيبات المباركات، ورد في السنة النبوية فضل كبير لقول: “الله أكبر”، منها:
– فضل قول: “الله أكبر” في الصلاة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يقبل صلاة العبد ما لم يتكلم، فإذا تكلم انقطعت صلاته، فإذا قال: الله أكبر، عادت صلاته”.
– فضل قول: “الله أكبر” عند الاستيقاظ من النوم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من استيقظ من نومه فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره، اللهم بارك لي في معيشتي، اللهم بارك لي في مماتي، اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً”.
– فضل قول: “الله أكبر” عند دخول وخروج المسجد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك”.
فضل قول: “سبحان الله وبحمده”
قول: “سبحان الله وبحمده” من أفضل الأذكار وأعظمها، وهو من كلمات الله التامات الطيبات المباركات، ورد في السنة النبوية فضل كبير لقول: “سبحان الله وبحمده”، منها:
– فضل قول: “سبحان الله وبحمده” في الصلاة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال في الصلاة: سبحان الله وبحمده، عدد ما خلق في السماء والأرض، ومن ذكر الله وسبحه، ومن حمد الله وأثنى عليه، فقد أتى بحق الله -عز وجل-“.
– فضل قول: “سبحان الله وبحمده” في الصباح والمساء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يمسي وحين يصبح: سبحان الله وبحمده مئة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه”.
– فضل قول: “سبحان الله وبحمده” عند دخول وخروج المسجد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال حين يدخل المسجد: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلم