خطبة جمعة قصيرة جدا وسهله

خطبة جمعة قصيرة وسهلة

عباد الله

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين. أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الحقوق والواجبات

واعلموا عباد الله أن من أعظم الواجبات المفروضة علينا، القيام بحقوق العباد، وإعطاء كل ذي حق حقه، فالواجب علينا أن نبر والدينا، ونحسن معاملتهما، ونطيعهما في غير معصية، وأن نصل أرحامنا، ونحب لهم ما نحب لأنفسنا، وأن نصلهم بالمال والزيارة والسؤال عن أحوالهم، وأن نحسن إلى جيراننا، ونغفر زلاتهم، ونتحمل أذاهم، وأن نكرم ضيوفنا، ونحسن معاملتهم، ونوفر لهم الراحة، وأن نتصدق على الفقراء والمساكين، ونعطف على الضعفاء والمحتاجين، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونقيم حدود الله في الأرض.

غض البصر

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “غض البصر مفتاح العفة”، فحفظ البصر من النظر المحرم يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي والفتن، ويقيه من الغضب الإلهي والعقاب الدنيوي والأخروي، فاتقوا الله عباد الله، واحفظوا أعينكم من النظر إلى ما حرم الله عليكم، ولا تتبعوا الشهوات، فإنها تردي صاحبها في المهالك، وتجر عليه الويلات.

الستر والعفاف

والستر والعفاف من أخلاق المؤمنين، فالمؤمن يحافظ على نفسه من الوقوع في الرذائل والمعاصي، ويتجنب كل ما فيه شبهة أو إثم، ويصون عرضه وشرفه، ويحفظ سمعة أهله وذويه، ويبتعد عن أماكن الريبة والفساد، ويغض بصره عن الحرام، ويحفظ فرجه، ويعف لسانه عن قول الزور والفحش، ويحفظ قلبه عن الحقد والحسد.

الأمانة

والأمانة من صفات المؤمن الصادق، فالمؤمن يحفظ الأمانة ويؤديها إلى صاحبها، سواء كانت أمانة مالية أو أمانة معنوية، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك”، فالأمانة دين في عنق المؤمن، ولا ينبغي أن يفرط فيها أو يتهاون في أدائها، فهي من علامات إيمان المرء وصدقه.

الصدق

والصدق خلق كريم، والكاذب مفضوح، والصدق يجلب الثقة والمصداقية، ويحفظ للمرء سمعته وشرفه، ويحبه الله ورسوله والمؤمنون، ويكره الكذب الله ورسوله والمؤمنون، ويجلب الذم والعار، ويوجب غضب الله وعقابه.

التواضع

والتواضع من صفات المؤمنين، فالمؤمن لا يتكبر على الناس، ولا يرى نفسه أفضل منهم، بل يتواضع لهم ويحترمهم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تواضعوا لله يرفعكم”، فالتواضع خلق جميل، ويحب الله المتواضعين، ويكرمهم ويرفع درجاتهم.

حفظ اللسان

واعلموا عباد الله أن حفظ اللسان من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا، فالمؤمن يحفظ لسانه عن قول الزور والفحش والبذاءة، ولا يتكلم إلا بالخير والطيب، ويبتعد عن الغيبة والنميمة والسب والشتم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من صمت نجا”، فصون اللسان من المعاصي والآثام من علامات إيمان المرء وكمال عقله.

حب الرسول صلى الله عليه وسلم

وعباد الله، إن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الواجبات المفروضة علينا، ومن علامات إيمان المرء وكمال عقله، فالمؤمن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسه وأهله وماله، ويطيعه وينفذ أوامره واجتناب نواهيه، ويقتدي به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، ويغار عليه من أعدائه، ويتمنى لو كان فداه بنفسه وماله.

التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه”، فالتزام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بها من أوجب الواجبات المفروضة علينا، فالسنة هي الطريق المستقيم الذي يوصلنا إلى رضا الله والجنة، وهي تفسير وتوضيح وتبيان لكتاب الله عز وجل، ومن ترك السنة فقد ترك الحق وضل عن الصراط المستقيم.

الدعاء

واعلموا عباد الله أن الدعاء من العبادات العظيمة التي أمرنا الله بها، فادعوا الله تعالى في كل وقت وحين، ولا تيأسوا من إجابته، فالله تعالى يحب أن يدعى إليه ويجيب دعاء عباده المؤمنين، ولا تنسوا أن تدعوا في صلاتكم وفي جميع أوقاتكم، وادعوا الله تعالى بصدق وإخلاص، وادعوه بما فيه الخير لكم في الدنيا والآخرة.

الاستغفار

واعلموا عباد الله أن الاستغفار من الذنوب والمعاصي من العبادات العظيمة التي أمرنا الله بها، فاستغفروا الله تعالى في كل وقت وحين، ولا تيأسوا من رحمته ومغفرته، فالله تعالى غفور رحيم، ويحب أن يغفر عباده المؤمنين، ولا تنسوا أن تستغفروا الله تعالى في صلاتكم وفي جميع أوقاتكم، واستغفروا الله تعالى بصدق وإخلاص، واستغفروه مما فعلتم وما تركتم.

التوكل على الله تعالى

واعلموا عباد الله أن التوكل على الله تعالى من العبادات العظيمة التي أمرنا الله بها، فتوكلوا على الله تعالى في كل أموركم، ولا تيأسوا من فضله ورحمته، فالله تعالى هو الرزاق الكريم، وهو الذي بيده أرزاق العباد، ولا تنسوا أن تت